التاريخ : 2024-07-06
مهرجان جرش ينجح في تشكيل جبهة صمود حضارية بصوت الاعتدال والحق
لا طريقة افضل من تحويل الطاقات والمواهب لذخيرة في مواجهة الهمجية الصهيونية ، وتعزيز التعاطف الانساني المساند للشعب الفلسطيني في صراعه الوجودي مع كيان محتل.
حسنا فعلت ادارة مهرجان جرش للثقافة والفنون في استثمار الدورة الثامنة والثلاثين للمهرجان لتشكل حالة ثقافية وطنية وقومية ، جمعت فيه قامات فنية وثقافية وادبية من الاردن ومختلف دول العالم لتشكيل طيف ثقافي ضاغط على المجتمع الدولي وابراز ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من حرب دموية مدمرة للارض والانسان ، وفضح الجرائم الصهيونية امام عيون العالم.
مدير مهرجان جرش ايمن سماوي وفي بيان صحفي حول مهرجان جرش لهذا العام ، اكد على ان دورة المهرجان سوف تجير برنامجا وفعاليات لتعزيز جهود المساندة التي مارسها الاردن قيادة وشعبا منذ بدء العدوان الصهيوني الغاشم على غزة في السابع من اكتوبر الماضي ، وقدم كل ما يمكن من دعم واسناد حقيقي ترجم بعشرات الانزالات وقوافل المساعدات الغذائية والطبية للاهل في غزة بتوجيه واشراف من جلالة الملك عبدالله الثاني وولي العهد الامير الحسين وجلالة الملكة رانيا العبدالله رافقها مساعي سياسية على اعلى المستويات مع قادة ومسؤولي دول العالم وفي الامم المتحدة للتعبير عن الغضب والرفض التام للحرب الصهيونية على غزة.
وتمثل ذلك في اطلاق برنامج المهرجان والذي جاء متوافقا مع هذا التوجه ، من خلال دعوة عدد من الفنانين الذين اشتهروا بفن المقاومة وفي مقدمتهم فرقة غزية قاومت الحرب باغنيات الصمود والتغني بالمقاومة.
وكذلك فعاليات ثقافية وندوات سوف تسلط الضوء على حقوق الشعب الفلسطيني ودعم صموده ، والجديد في هذا المقام هو اقامة معرض تشكيلي يعنى ويركز على نقل الصورة الاسطورية لصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة حرب الابادة الصهوينية ، من خلال معرض للرسومات بمشاركة نخبة من الفنانين التشكيليين ، يمثلون عدد من دول العالم.
الى جانب ذلك سوف تفرد ادارة المهرجان مساحة واسعة لاستضافة عدد من الشعراء ، والذين سيوجهون رسائل شعرية للعالم في اطار ما يواجهه الشعب الفلسطيني.
لقد نجحت ادارة مهرجان جرش في تحييد الاصوات النشاز التي حاربت فكرة اقامة المهرجان هذا العام ، وفق رؤية سطحية لما يمكن ان يقوم به مهرجان فني ثقافي وفي اوضاع مأساوية تواجه الشعب الفلسطيني ، دون ان ينظر هؤلاء الى اهمية ايجاد حالة ثقافية متفاعلة مع الاحداث توجه رسائل للعالم وفي مختلف الاتجاهات ، عن حضارية الخطاب العربي في مواجهة الموت الذي تنتجه آلة الحرب الصهيونية ، وقدرة الفعل الثقافي والفني غناء وشعرا ونثرا في تعرية هذا الكيان المصطنع امام العالم الحر.
وقد احسنت ادارة المهرجان في توجيه دعوات المشاركة لفرق عالمية وعربية لتكون فعاليات المهرجان في بؤرة الاهتمام العالمي من الدول التي تشارك فرقها بفعالياته ، ما سيحقق الاهداف المرجوة من المهرجان في حشد دعم انساني دولي حول حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في اقامة دولته المستقلة وانهاء الاحتلال البغيض.
في ضوء ما سبق ، فإن ما يمكن قوله ان المهرجان قد نجح حتى قبل ان يبدأ ، ولان المكتوب يقرأ من عنوانه ، فإن الدورة الحالية لمهرجان جرش سوف تكون استثنائية ومثالية في تسطير رسالة حضارية انسانية للعالم ، وستترك اثرا وستشكل سابقة تجعل الاخرين يقتدون بهذه الفكرة في اماكن اخرى من العالم.
سيبقى مهرجان جرش مساحة للفرح والابداع الى جانب شعاره لهذا العام “ويستمر الوعد” على امل ان تكون الدورة القادمة مفعمة بمشاعر الفخر ومكللة بالفرح واستعادة الحقوق المسلوبة وتعرية المحتل امام العالم الحر.
عدد المشاهدات : [ 3234 ]